
لا تكاد فوائد الرياضة الجسدية والنفسية تخفى على أحد، ولكن ماذا عن الرياضة أثناء فترة الحمل؟ ما هي فوائد الرياضة للحامل؟ ومتى قد تشكل الرياضة خطراً على صحة الأم وجنينها؟
"مبروك، أنت حامل"، مع هذه العبارة تبدأ مرحلة جديدة من حياة كل امرأة، وهي مرحلة قد تجلب معها الكثير من التغييرات، لتبدأ الحامل بتبني عادات جديدة، والتخلص في المقابل من عادات أخرى قد لا تناسب حملها وجنينها، بما في ذلك عادات تتعلق بالحمية الغذائية والنشاط الحركي، وهنا قد تقف الحامل محتارة لتتساءل "ماذا عن الرياضة؟ هل يجب التوقف عنها؟ أم من الممكن ممارستها بحرية خلال الحمل؟".
الرياضة أثناء الحمل: آمنة أم خطيرة؟
تختلف الإجابة على هذا السؤال تبعاً لوضع الحامل الصحي، كما يلي:
1- حالات تُعتبر فيها الرياضة آمنة للحامل
إذا كانت الحامل تتمتع بصحة جيدة ولا تعاني من أية مشاكل صحية، فإن التمارين الرياضية خلال فترة الحمل تعتبر آمنة، شريطة أن تلتزم الحامل بممارسة التمارين الرياضية التي يُسمح بها للحامل، فهناك تمارين قد تشكل خطراً على صحة الحامل وجنينها عموماً حتى بالنسبة للحوامل اللواتي يتمتعن بصحة ممتازة.
ولكن يجب الحرص دوماً على استشارة الطبيب قبل البدء بممارسة الرياضة أثناء فترة الحمل، وذلك للاعتبارات التالية:
إذا نصح الطبيب الحامل بتجنب الرياضة، يجب عليها التقيد بتعليماته، حتى وإن كانت تشعر أن صحتها على ما يرام.
إذا سمح الطبيب للحامل بالرياضة، يجب مناقشة التمارين المسموحة والتمارين الممنوعة معه أولاً قبل البدء بممارسة الرياضة.
2- حالات تشكل الرياضة فيها خطراً على صحة الحامل
في حال كانت الحامل مصابة ببعض المشاكل الصحية، قد لا تكون ممارسة التمارين الرياضية قراراً حكيماً، بل قد يتسبب هذا القرار بعواقب كارثية، لذا على الحامل المصابة بأي من المشاكل الصحية والأمراض التالية تجنب ممارسة أي شكل من أشكال التمارين الرياضية طوال فترة الحمل:
أمراض القلب والشرايين، مثل ارتفاع ضغط الدم.
أمراض الرئتين.
تسمم الحمل.
مشاكل عنق الرحم.
مرض السكري.
فقر الدم.
نزيف مهبلي أو تنقيط دموي.
مشاكل مختلفة في المشيمة، مثل المشيمة المنخفضة.
الحمل المعرض للإجهاض.
كما يفضل أن تتجنب المرأة الحامل بتوائم ممارسة التمارين الرياضية قدر الإمكان.
فوائد التمارين الرياضية أثناء الحمل: عديدة ومتنوعة
إذا كانت حالة المرأة الصحية تسمح لها بممارسة التمارين الرياضية أثناء الحمل، هذه هي الفوائد التي قد تساعدها ممارسة الرياضة بانتظام على تحصيلها خلال فترة الحمل:
مكافحة بعض الاضطرابات الهضمية، مثل: الإمساك، النفخة والغازات.
تخفيف آلام الظهر، وتقوية عضلات الجسم.
مكافحة تورم الجسم الذي قد يصيب الحامل نتيجة احتباس السوائل.
خفض فرص الإصابة ببعض المشاكل الصحية أثناء الحمل، مثل: تسمم الحمل، السكري الحملي.
تحسين صحة القلب والشرايين.
الحفاظ على وزن جيد وصحي أثناء الحمل، ومنع اكتساب كمية كبيرة من الوزن الإضافي.
تسهيل عملية خسارة الوزن الزائد بعد الإنجاب.
فوائد هامة أخرى، مثل: تسهيل عملية الولادة واختصار فترة المخاض، تحسين جودة النوم، تحسين المزاج.
التمارين الرياضية أثناء الحمل: قائمة بالممنوع والمسموح
حالتك الصحية تسمح بممارسة التمارين الرياضية؟ إذاً، هذا القسم حتماً سوف يهمك، فلنتعرف سوية على التمارين التي يسمح بممارستها أثناء الحمل وتلك التي يُنصح بتجنبها، ولكِ ولطبيبكِ حرية الاختيار.
1- تمارين رياضية ينصح بممارستها أثناء الحمل
إليك قائمة بالتمارين الرياضية التي تعتبر آمنة أثناء الحمل:
التمارين الهوائية، وهي الرياضات التي تزيد من سرعة نبض القلب، مثل رياضة المشي.
رياضة البيلاتيس، والتي قد تساعدك على تحسين التوازن ورفع قدرة الجسم على التكيف مع الوزن الزائد.
تمارين القوة، وهي تمارين يتم فيها التركيز على تقوية الأنسجة العضلية في الجسم.
تمارين الحوض، إذ قد يتسبب الحمل بإضعاف منطقة الحوض لذا يجب تخصيص جزء من التمارين الرياضية للتركيز على هذه المنطقة بشكل خاص وتقويتها.
2- تمارين رياضية يفضل تجنبها أثناء الحمل
إليك قائمة بالتمارين الرياضية التي تعتبر خطيرة أثناء الحمل:
التمارين التي من الممكن أن تسبب الانزلاق أو الوقوع أو التعرض لأي ضرر أو إصابة في منطقة البطن أثناء ممارستها، مثل: التزلج، ركوب الدراجة الهوائية، الغطس، كرة القدم.
اليوغا الحارة، أو أي تمارين رياضية يتم ممارستها في الطقس الحار، سواء كانت تمارين خارجية أو تمارين يتم ممارستها في مناطق مغلقة ولكن درجة الحرارة فيها مرتفعة مثل غرف الساونا.
التمارين الرياضية التي يتم ممارستها على ارتفاعات عالية، مثل الهبوط بالمظلة.
التمارين الرياضية التي تتطلب ما يلي: الوقوف دون حراك لفترة طويلة نسبياً، أو الاستلقاء على الظهر لفترة طويلة نسبياً، أو القفز، أو مد عضلات الجسم بشكل قد يسبب ضغطاً على عضلات الظهر أو البطن.
لياقتك مهمة، ولكن صحتك وصحة جنينك هي الأهم، لذا احرصي على متابعة حالتك بشكل دوري مع الطبيب، وإذا سمح لك بممارسة الرياضة، مارسي التمارين الرياضية الآمنة لحالتك فقط، وتوقفي على الفور عند الشعور بأي أعراض قد تدل على الإرهاق أو التعب.