top of page
بحث

أضرار مساحيق البروتين, ومتى يكون ضاراً؟


لا يكاد أي نادي رياضي يخلو من رفوف تتكدس عليها عبوات مساحيق البروتين المختلفة، والتي قد تمثل الحل السريع لبعض الرياضيين الذين يسعون لبناء عضلاتهم في فترة زمنية قصيرة نسبياً، إذ تعمل هذه المساحيق على تزويد الجسم بجرعة إضافية من البروتينات التي تحتاجها العضلات لتزداد قوة وحجماً. ولكن شعبية المساحيق البروتينية لا تلغي حقيقة أن هذه المساحيق قد تلحق بك أضراراً كبيرة!

ما هو مسحوق البروتين؟

مسحوق البروتين هو عبارة عن مسحوق يصنع من البروتينات المستخلصة من بعض المصادر الطبيعية النباتية للبروتينات، مثل فول الصويا والبازلاء، أو بعض المصادر الحيوانية مثل بياض البيض.

لا تقتصر قائمة محتويات ومكونات مسحوق البروتين على البروتينات فحسب، بل غالباً ما تمتد هذه القائمة وتطول لتشمل العديد من المواد الأخرى والتي يدخل بعضها في خانة المواد الضارة التي قد لا ينتبه المستهلك لوجودها في قائمة المكونات، مثل المحليات الصناعية والمنكهات والكافيين والمعادن الثقيلة … نعم المعادن الثقيلة!

أضرار مسحوق البروتين

قد يتسبب تناول مساحيق البروتين بإفراط، أو تناول الأنواع التي تحتوي على مواد مضافة ضارة، بالعديد من المضاعفات الجانبية والأضرار الصحية التي قد لا يدركها البعض في البداية. هذه أهم الأضرار المحتملة لمسحوق البروتين:

1- أرق وصداع وقشعريرة

يظهر هذا النوع من الأعراض المزعجة بشكل خاص عند تناول مساحيق البروتين التي تحتوي على الكافيين، والكافيين هو مادة تسبب بطبيعتها فرط التحفيز العصبي وفرط تنبه الحواس، لا سيما عند تناولها بكميات كبيرة. لذا فإن تناول مسحوق البروتين قد يكون له تأثير أشبه بتأثير بضعة فناجين مركزة من القهوة ... وربما أكثر!

2- زيادة وزن الجسم

على الرغم من أن زيادة وزن عضلات الجسم قد يكون هو الهدف من تناول مسحوق البروتين، إلا أن تناول هذا النوع من المساحيق دون ممارسة الرياضة من قِبَل البعض سوف يزيد من كمية السعرات الحرارية التي يتم الحصول عليها يومياً، مما قد يؤدي لزيادة كمية الدهون في الجسم وزيادة وزن العضلات على حد سواء… هل ترغب حقاً في حصول ذلك؟ أكاد أجزم أن الإجابة هي … لا، بالطبع لا!

3- سوء التغذية

أحياناً، قد يعتمد بعض الرياضيين على مساحيق البروتين كبديل عن الوجبات الرئيسية، الأمر الذي قد يؤدي لحصول الجسم على كفايته وأكثر من البروتينات بينما وفي المقابل يتم حرمان الجسم من العديد من العناصر الغذائية الهامة والتي كانت تتوفر في الوجبات الرئيسية التي تم اختصارها.

4- اضطرابات هضمية

قد يتسبب تناول مساحيق البروتين الغنية بالسكريات، خاصة سكر اللاكتوز، بظهور بعض الاضطرابات الهضمية المزعجة، مثل النفخة والغازات والإسهال، فالنوع المذكور آنفاً من السكريات هو أحد أنواع السكريات التي تعاني نسبة كبيرة من البشر حول العالم من حساسية تجاهها اسمها حساسية اللاكتوز، وهذا النوع من الحساسية يتسبب عادة بظهور الاضطرابات الهضمية المذكورة والعديد من الأعراض المزعجة الأخرى عند تناول اللاكتوز.

5- مشاكل صحية خطيرة

رغم تضارب الدراسات بشأن حقيقة كون مساحيق البروتين مسؤولة أم غير مسؤولة عن الإصابة بتلف بعض الأعضاء الداخلية في الجسم، إلا أن الحذر واجب!

هذا ما أظهرته بعض الدراسات:

  • تحتوي العديد من مساحيق البروتين التجارية على بعض المعادن الثقيلة والمواد الضارة (مثل الزئبق والرصاص!) التي تعتبر غير آمنة، والتي قد تسبب عند استهلاكها مجموعة من الأضرار والمضاعفات الخطيرة، مثل: تلف الكلى، تلف الدماغ، اختلال توازن الهرمونات.

  • قد يتسبب اتباع حمية غذائية غنية بالبروتينات برفع فرص الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل: هشاشة العظام، أمراض الكلى، السرطان.

كيف تستطيع تجنب أضرار مسحوق البروتين؟

لتجنب الأضرار المحتملة التي قد تحملها لك بعض أنواع مساحيق البروتين، أو لخفض فرص الإصابة بأي من المضاعفات الجانبية المذكورة آنفاً، احرص على التقيد بالإرشادات والنصائح التالية:

  • قبل البدء بتناول مكملات البروتين أو مسحوق البروتين، احرص على استشارة أخصائي التغذية والطبيب أولاً، لمعرفة ما إذا كانت هذه المساحيق تناسبك، ولتحديد الجرعات الآمنة والمناسبة لاحتياجات جسمك.

  • لا يفضل تناول هذا النوع من المكملات الغذائية من قبل غير الرياضيين، إذ من الشائع أن يتم اللجوء لمساحيق البروتين من قبل غير الرياضيين بهدف زيادة الحصة الغذائية اليومية من البروتينات، وهو أمر قد يسبب العديد من المشاكل والمضاعفات الصحية.

  • قم بقراءة قائمة المحتويات قبل شراء مسحوق البروتين، وانتبه لكمية السعرات الحرارية والسكريات والمواد المضافة الموجودة في النوع الذي وقع اختيارك عليه، فقد ترغب في تغيير رأيك بعد الاطلاع على هذه القائمة!

  • احرص على اختيار مسحوق البروتين المستخلص من مصادر تناسبك، فبعض الأشخاص قد لا يناسبهم مسحوق البروتين المستخلص من مصل اللبن (Whey protein) مثلاً، بينما قد تناسبهم أنواع أخرى.

كما ويجب أن نتذكر دوماً أن مساحيق البروتين هي مكملات غذائية وليست أدوية، أي أن صناعتها لا تخضع للقوانين والإرشادات التي تخضع لها صناعة الأدوية، وبالتالي قد تحتوي بعض أنواع مساحيق البروتين على محتويات ضارة لن ترغب في إدخالها لجسمك! كما أن الدراسات التي تناولت التأثير الصحي لهذا النوع من المكملات الغذائية (لا سيما على المدى الطويل) لا زالت شحيحة ولا يعتد بها، لذا حاول الحصول على البروتينات من مصادرها الطبيعية وتجنب مساحيق البروتين قدر الإمكان، أو على الأقل تناولها باعتدال تحت إشراف أخصائي تغذوي أو طبيب مختص.



١١٩ مشاهدة٠ تعليق
bottom of page